باربرا تايلور برادفورد: حكاية سيدة غيرت أدب الرواية بلمستها

غيّب الموت الروائية البريطانية الأميركية باربرا تايلور برادفورد عن عمر ناهز 91 عامًا، في منزلها بنيويورك يوم الأحد الماضي، وفق إعلان من دار نشرها.

برادفورد، التي تركت بصمة واضحة في عالم الأدب، كانت تُعتبر واحدة من أبرز الروائيات العالميات، حيث أسرت أعمالها قلوب الملايين عبر الأجيال.

ولدت برادفورد في مايو 1933 بمدينة ليدز، إنجلترا، وبدأت مسيرتها المهنية ككاتبة مبتدئة في صحيفة "يوركشير إيفنينغ بوست". شقت طريقها سريعًا، حيث انتقلت إلى لندن في العشرين من عمرها للعمل كمراسلة صحفية في "لندن إفنينغ نيوز". لم يمض وقت طويل حتى نقلتها شغفها بالقلم إلى عالم الرواية، الذي كان لها فيه بصمة استثنائية.

قدمت برادفورد أكثر من 40 رواية تُرجمت إلى العديد من اللغات، وحققت مبيعات تجاوزت 91 مليون نسخة. أولى رواياتها، "امرأة ذات قيمة" (Woman of Substance)، التي نُشرت في 1979، حققت نجاحًا مدويًا وأصبحت نقطة تحول في مسيرتها. بيع من الكتاب أكثر من 30 مليون نسخة، وتم تحويله إلى عمل تلفزيوني ترشح لجائزتي إيمي، ما عزز مكانتها ككاتبة عالمية مرموقة.

كانت أعمالها تركز على حكايات النساء ذوات الإرادة القوية، حيث عبرت برادفورد عن شغفها بالكتابة عن "النساء ذوات المكانة". شخصياتها النسائية كانت دائمًا رمزًا للعمل الجاد والطموح، وهي فلسفة أكدت عليها طوال حياتها، قائلة إنها "راوية قصص" أكثر من كونها كاتبة كلاسيكية.

لم يقتصر نجاح برادفورد على صفحات الكتب فقط؛ فقد تم تحويل عشر من رواياتها إلى مسلسلات تلفزيونية وأفلام، من إنتاج زوجها، روبرت برادفورد. هذا التعاون بينهما ساعد في إيصال قصصها إلى جمهور أوسع، حيث باتت أعمالها جزءًا من ثقافة البوب العالمية.

اعترافًا بإسهاماتها الأدبية، حصلت برادفورد على وسام الإمبراطورية البريطانية في عام 2007، ما يعكس تقدير المملكة المتحدة لموهبتها وتأثيرها الثقافي.

وقد ظلت حتى سنواتها الأخيرة مخلصة لقلمها، حيث نشرت روايتها الأخيرة "روعة كل ذلك" (The Wonder of It All) في عام 2023.

برحيلها، يفقد العالم الروائي واحدة من أبرز رواده، لكنها تترك وراءها إرثًا غنيًا من الحكايات التي ألهمت ملايين النساء حول العالم ليحلموا ويحققوا أحلامهم. أعمالها ستبقى شاهدة على قوة الإبداع وشغف الكتابة، وهي إرث أدبي سيظل يلهم الأجيال القادمة.