هل نعيش في محاكاة؟ تجارب جديدة لعالم فيزياء سابق في ناسا قد تكشف الحقيقة
هل تساءلتم يومًا عن إمكانية أن يكون واقعنا الذي نعيشه مجرد محاكاة؟ العالم الفيزيائي توماس كامبل، الذي عمل سابقًا في وكالة ناسا، قد بدأ في إجراء سلسلة من التجارب التي قد تمنحنا إجابة حول هذا السؤال المثير. كامبل، الذي أصبح الآن شخصية بارزة في مجال البحث العلمي حول محاكاة الكون، يعتقد أن هناك أدلة تشير إلى أن الكون الذي نعيش فيه قد لا يكون حقيقيًا كما نعتقد.
من خلال مؤسسته غير الربحية، قام كامبل بتصميم تجارب علمية تهدف لاختبار فكرة أن الكون قد يكون "مُنشأ" أو "مُعرضًا" كما لو كان لعبة فيديو، وهي فكرة تُعرف بـ "فرضية المحاكاة". هذه الفرضية تشير إلى أن الواقع الذي نراه وندركه قد لا يكون سوى تمثيل رقمي أو محاكاة تنشأ فقط عندما نتفاعل معها.
تعتمد تجارب كامبل على تعديل وتوسيع التجربة الشهيرة التي أطلقها الفيزيائي الشهير توماس يونغ في بداية القرن التاسع عشر والمعروفة بتجربة الشقين المزدوجين. في تلك التجربة، تبين أن الضوء والمادة يمكن أن يظهروا كجسيمات وأمواج في نفس الوقت. كامبل يقوم بإجراء تجاربه الحالية بشكل مشابه ولكن مع إضافة عنصر جديد يتعلق بمفهوم "المراقب" أو "اللاعب". حيث يعتقد كامبل أن الكون لا يتخذ شكله أو يظل مستمرًا إلا إذا تواجد شخص يتفاعل معه.
وفقًا لفكرته، إذا لم يكن هناك "مراقب" أو "لاعب"، فلا يوجد واقع ثابت أو حقيقي. وهذا يشبه تمامًا كيف تظهر الأشياء في ألعاب الفيديو فقط عندما يتحرك اللاعب داخل البيئة الافتراضية. كامبل يذهب أبعد من ذلك ليقول إن هذه الفكرة قد تكون جوهرية لفهم كيفية تكون الكون.
وتدعم هذه الفكرة العديد من النظريات الفلسفية التي تطرح بأن الكون ربما لا يكون أكثر من مجرد مجموعة من البيانات أو الأكواد الحاسوبية التي تم تكوينها داخل "محاكاة كونية". كامبل يقول إن التجارب التي يجريها قد تكون بداية للكشف عن أدلة حقيقية على هذا الفهم المثير للعقل.
فرضية المحاكاة ليست جديدة، فقد طرحت لأول مرة على يد الفيلسوف نيك بوستروم عام 2003، ولكن كامبل يضيف إليها بعدًا علميًا وتجريبيًا جديدًا بفضل خلفيته في الفيزياء وتجاربه المستمرة. وتجارب كامبل ليست مجرد تأملات فلسفية؛ بل تجارب علمية حقيقية تهدف إلى اختبار وجود أي تداخل بين ملاحظاتنا للكون والتفاعلات التي تحدث أثناء المراقبة.
بينما تواصل فرضية المحاكاة إثارة الجدل والنقاشات بين العلماء والفلاسفة، يبدو أن كامبل قد يقترب خطوة من الحقيقة. قد تُمكننا تجاربه من فحص حدود وعواقب هذه الفكرة المدهشة، وقد تساهم في تغيير نظرتنا للعالم الذي نعيش فيه. فهل يمكن أن يكون عالمنا مجرد بكسلات في لعبة كونية كبيرة؟ كامبل قد يقترب من الإجابة قريبًا.
لمزيد من المعلومات حول تجارب كامبل، يمكن زيارة موقعه الإلكتروني: cusac.org.