ألوان

الذهب: رحلة السعر بين الأزمات والتضخم في لعبة الاقتصاد العالمي.. وهذا هو سعر الجرام اليوم

تواصل أسعار الذهب تحركاتها ضمن نطاق ضيق في ظل حالة من الترقب من قبل المستثمرين لبيانات التضخم في الولايات المتحدة. تأتي هذه التذبذبات وسط محاولات لفهم توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن خفض محتمل لأسعار الفائدة، مما يُبقي الأسواق في حالة من الحذر.

استقرت أسعار الذهب في المعاملات الفورية عند 2635.56 دولار للأوقية حتى الساعة 02:22 بتوقيت غرينتش اليوم الأربعاء، متحركة في نطاق محدود لا يتجاوز تسعة دولارات خلال الجلسة. وكانت أسعار الذهب قد سجلت أدنى مستوياتها منذ أكثر من أسبوع في جلسة أمس الثلاثاء.
أما العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة، فقد شهدت ارتفاعًا بنسبة 0.6% لتصل إلى 2635.80 دولار.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، شهدت الفضة تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.1% إلى 30.39 دولار للأوقية، بينما استقر البلاتين عند 927.45 دولار. في المقابل، انخفض البلاديوم بنسبة 0.4% ليصل إلى 973.50 دولار
تشير تحركات الذهب الأخيرة إلى استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، حيث تلعب بيانات التضخم الأميركية دورًا حاسمًا في تحديد الاتجاهات المستقبلية. في ظل هذه الظروف، يبقى المستثمرون حذرين بانتظار أي إشارات واضحة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن قراراته المقبلة حول أسعار الفائدة، والتي تعد عاملًا مؤثرًا رئيسيًا في تحديد أسعار المعادن النفيسة.
أسعار الذهب تأثرت عبر التاريخ بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية ترتبط بتغيرات في الاقتصاد العالمي. إليك أبرز الأسباب التي أثرت في أسعار الذهب تاريخيًا:
1. العرض والطلب:
تاريخيًا: ارتبط الذهب باعتباره سلعة محدودة العرض بارتفاع أسعاره عندما زاد الطلب عليه، سواء من الأسواق التجارية أو احتياطيات البنوك المركزية.
الاستخدامات الصناعية والمجوهرات: زيادة الطلب على الذهب في صناعة الحلي، أو تزايد الاهتمام به في التكنولوجيا، ساهم في رفع أسعاره.
2. الأزمات الاقتصادية والمالية:
ملاذ آمن: يُعد الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، مثل الكساد الكبير في الثلاثينيات أو الأزمة المالية العالمية 2008. في مثل هذه الأوقات، يلجأ المستثمرون إليه كوسيلة للحفاظ على القيمة، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره.
تأثيرات الأزمات المعاصرة: جائحة كوفيد-19 عام 2020 شهدت ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الذهب بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي.
3. السياسات النقدية والتضخم:
أسعار الفائدة: العلاقة عكسية بين أسعار الذهب وأسعار الفائدة. عندما ترتفع الفائدة، يميل المستثمرون إلى الأصول المدرة للعوائد، مما يؤدي إلى انخفاض أسعار الذهب.
التضخم: الذهب يحافظ على قيمته في أوقات التضخم المرتفع، مما يدفع المستثمرين لشرائه كوسيلة للتحوط من التضخم.
4. أسعار العملات وقوة الدولار الأميركي:
الذهب مُسعَّر بالدولار الأميركي؛ لذلك، أي ضعف في قيمة الدولار يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين، مما يرفع من سعره.
في أوقات قوة الدولار، يتراجع الطلب على الذهب، مما يؤدي لانخفاض أسعاره.
5. الأحداث الجيوسياسية:
الحروب والنزاعات الدولية تزيد الطلب على الذهب بسبب عدم اليقين في الأسواق المالية. مثال على ذلك، الحرب العالمية الثانية، والغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، وكلاهما أثّر بشكل كبير على أسعار الذهب.
6. الإنتاج والتعدين:
تكلفة استخراج الذهب: ارتفاع تكاليف التعدين أو انخفاض الإنتاج في المناجم الكبرى يؤثر على الأسعار عالميًا.
التغيرات التقنية في صناعة التعدين أثرت أيضًا على الكميات المتوفرة في الأسواق.
7. السياسات الحكومية والاحتياطيات:
قيام البنوك المركزية بشراء كميات كبيرة من الذهب لدعم عملاتها أو كاحتياطي استراتيجي يدفع الأسعار للارتفاع.
تحركات كبرى، مثل قرار الولايات المتحدة في 1971 بفك ارتباط الدولار بالذهب (نظام بريتون وودز)، أثرت بشكل جوهري على السوق.

أسعار الذهب تعكس تعقيد التفاعل بين العوامل الاقتصادية، السياسية، والتكنولوجية. تأثير الذهب كمؤشر للاقتصاد العالمي، وكونه مخزنًا للقيمة، يجعله حساسًا للأحداث المحورية في التاريخ الاقتصادي والجيوسياسي.

 

المصدر: ترندي نيوز
زر الذهاب إلى الأعلى