ثلث سواحل العالم تحت التهديد والبشر ينهون مستقبل الأرض
أظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة "داون تو إيرث" أن ثلث السواحل الرملية في العالم أصبحت "صلبة" بفعل الهياكل البشرية المصممة لمواجهة التآكل والفيضانات، مثل الكواسر والموانئ والطرق.
ما هو تصلب السواحل؟
يشير مصطلح "تصلب السواحل" إلى بناء هياكل صلبة على الشواطئ، مثل الكواسر والموانئ والطرق، بهدف حماية السواحل من التآكل والفيضانات. ورغم أن هذه الهياكل قد تبدو كحلول فعّالة لمواجهة ارتفاع مستويات سطح البحر والعواصف، إلا أنها قد تهدد التوازن البيئي للشواطئ.
المناطق الأكثر تضررًا
حددت الدراسة أن خليج البنغال هو الأكثر تضررًا، حيث تم حجب 84% من سواحله الآن بواسطة هذه الهياكل الصلبة. كما تواجه مناطق أخرى مثل أوروبا الغربية، البحر المتوسط، أميركا الشمالية، وشرق آسيا قضايا مماثلة، حيث تظهر بعض المناطق تصلبًا ساحليًا بنسبة تزيد عن 60%.
أسباب القلق
تثير هذه الظاهرة القلق بشكل خاص لأن أعدادًا كبيرة من السكان يعيشون على طول السواحل، حيث يعيش ما يصل إلى 75% من سكان بعض المناطق على بعد حوالي 60 ميلاً من الشاطئ. ومع تسبب تغير المناخ في ارتفاع مستويات سطح البحر وتكثيف العواصف، أصبحت هذه المناطق معرضة للخطر بشكل متزايد. وفي حال استمرار تلوث الكربون بمعدله الحالي، قد نشهد فقدان ما يصل إلى 26% من الشواطئ الرملية بحلول نهاية القرن، وفقًا للدراسة.
التدابير المتخذة
لمعالجة هذه القضية، يُعد الحد من تلوث الكربون أمرًا أساسيًا لإبطاء تآكل السواحل وتخفيف الضغط على الشواطئ. وتتجه بعض المناطق أيضًا إلى حلول قائمة على الطبيعة، مثل استعادة الكثبان الرملية والأراضي الرطبة وأشجار القرم، للمساعدة في حماية الشواطئ، فضلاً عن التركيز على التخطيط الحضري المستدام. على المستوى الفردي، يمكن أن يحدث الحد من تلوث الكربون ودعم البنية التحتية المستدامة وتقليل استخدام البلاستيك والدفع نحو سياسات صديقة للمناخ فرقًا كبيرًا.
منذ العصور القديمة، سعى الإنسان إلى حماية سواحله من التآكل والفيضانات باستخدام هياكل صلبة. ومع تقدم التكنولوجيا، زادت هذه الهياكل بشكل كبير، مما أدى إلى تأثيرات بيئية سلبية على الشواطئ. ومع تزايد الوعي بتأثيرات تغير المناخ، بدأ التركيز على حلول أكثر استدامة، مثل استعادة النظم البيئية الساحلية والتخطيط الحضري المستدام.