عباس عراقتشي يكشف كواليس لقاء الأسد وأسرار سقوط النظام السوري
في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تفاصيل دقيقة حول لقائه الأخير بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، مسلطًا الضوء على أسباب سقوط النظام السوري من وجهة نظر إيرانية، ومحللاً المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.
وأشار عراقجي إلى أن إيران كانت على علم بمخطط تقوده الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يستهدف "محور المقاومة". وأكد أن هذه الخطط ظلت حاضرة في المشهد، لافتًا إلى أن التطورات في غزة ولبنان كانت جزءًا من سلسلة تحركات متواصلة.
وقال إن الأجهزة الأمنية الإيرانية والسورية كانت تتابع التطورات بدقة، وخاصة في إدلب ومناطق أخرى، حيث تم نقل المعلومات ذات الصلة إلى الحكومة والجيش السوري.
خلال لقائه الأخير في دمشق في الأول من الشهر الجاري، أشار عراقجي إلى أن بشار الأسد بدا متفاجئًا مما يحدث على الأرض. وقال: "كان الرئيس السوري يشكو من سلوك جيشه الذي افتقد الحافز والتنظيم، ما جعله يبدو أسيرًا للحرب النفسية".
وأضاف عراقجي أن "التحليل الخاطئ داخل الحكومة والجيش السوري كان واضحًا"، مشيرًا إلى أن هذه العوامل ساهمت بشكل كبير في سرعة تراجع الجيش أمام تقدم المعارضة.
روى عراقجي خطوة قام بها خلال زيارته لدمشق، حيث زار مطعمًا في العاصمة، وأوضح أن الهدف كان مخاطبة الناس العاديين بشكل مباشر. وأكد أن هذه الزيارة لاقت ترحيبًا من المواطنين السوريين، مشيرًا إلى أن التواصل الشعبي جزء من "الدبلوماسية العامة".
وتحدث عراقجي باستفاضة عن طبيعة العلاقات بين إيران وسوريا خلال الأربعين عامًا الماضية، ملخصًا إياها في ثلاثة محاور رئيسية:
محور المقاومة: سوريا تعد عضوًا محوريًا في مواجهة إسرائيل ودعم القضية الفلسطينية، وقد تحملت ضغوطًا كبيرة دون التنازل عن هذا الهدف.
مواجهة تنظيم داعش: تعاونت إيران وسوريا في مواجهة هذا التنظيم، الذي بدأ في العراق وامتد إلى سوريا، ما أثار قلقًا دوليًا.
التعامل مع المعارضة السورية: أكدت إيران على أهمية الحوار بين الحكومة السورية ومعارضيها لحل الخلافات، وقدمت النصح والتوجيه للحكومة في هذا الشأن.
وشدد عراقجي على أن الجيش السوري لم يتمكن من التصدي للتطورات الأخيرة، وأرجع ذلك إلى جوانب نفسية وعوامل أخرى غير واضحة. وأكد أن المعارضة السورية استغلت انشغال روسيا بأوكرانيا وتصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، ما ساهم في نجاح تحركاتها الأخيرة.
وأضاف: "لو كان الجيش السوري قد قاوم كما ينبغي، لما وصلت الأمور إلى سقوط حلب".
وفيما يخص حزب الله، أشار عراقجي إلى فقدانه أمينه العام حسن نصر الله، لكنه أكد أن الحزب يمتلك القدرة على الاستمرار بفضل فلسفة الصمود والثبات التي يتبناها.
وعلق على احتمالية تراجع المقاومة بعد خروج سوريا من المحور، قائلًا: "المقاومة هدف مثالي وليست مجرد حرب كلاسيكية، ولن تتوقف بسبب القيود أو العوائق. اليمن وغزة تقاومان رغم التحديات، وستجد المقاومة طريقها دائمًا".
اختتم عراقجي حديثه بالإشارة إلى أن التطورات الأخيرة في سوريا مثلت مفاجأة كبيرة على عدة مستويات، مشيرًا إلى أن هذه التحولات قد تكون بداية لمرحلة جديدة في المنطقة.