سقوط الأسد يكشف الوجوه الحقيقية: من أبواق للنظام إلى داعمي الثورة
بعد معارك استمرت عشرة أيام، نجحت المعارضة السورية المسلحة في إسقاط الرئيس المخلوع بشار الأسد، مُنهية حقبة حكم آل الأسد التي استمرت خمسة عقود.
بدأ السوريون يحتفلون بتحقيق النصر ودخول العاصمة دمشق، لكن التحول السريع في مواقف مؤيدي النظام السابق أثار موجة من التساؤلات والسخرية على منصات التواصل الاجتماعي.
تبدل مواقف المؤيدين:
مع انهيار نظام الأسد وهروبه، بدأ سياسيون وإعلاميون معروفون بولائهم للنظام بتغيير مواقفهم بشكل علني.
بشار الجعفري يقول:سفير النظام لدى موسكو، صرّح بعد سقوط الأسد قائلاً: "انهيار منظومة الفساد يشهد على عدم شعبيتها".
هذا التصريح قوبل بتساؤلات لاذعة على وسائل التواصل، حيث ذكّره مغردون بدعمه المستميت للنظام ومواقفه الصارمة في مجلس الأمن، بما في ذلك تبريره لمجزرة الكيماوي.
أما شادي حلوة، الإعلامي المعروف بمرافقته للواء سهيل الحسن "النمر"، أعلن دعمه لـ"سوريا الجديدة". لكن الجمهور لم ينسَ صوره السابقة التي تُظهر تأييده المطلق للنظام ومشاركته في تبرير الجرائم.
ذاكرة الإنترنت لا ترحم
الإعلامية كنانة علوش، التي لطالما ارتبط اسمها بدعم النظام وتصويرها السيلفي الشهيرة فوق الجثث، أعلنت دعمها لسوريا الحرة بمنشور بسيط يحمل رمزًا للثورة. رد السوريون بنشر صورها القديمة، مطالبينها بتقديم اعتذار علني عن مواقفها السابقة.
وتفاعل السوريون مع هذا التحول المفاجئ بمزيج من السخرية والغضب:
علّق مغردون على هذه الانقلابات قائلين: "هل نحن الثوار؟ أم أن الشبيحة تحولوا إلى ثوار بين ليلة وضحاها؟"
وطالب آخرون هؤلاء الإعلاميين والسياسيين بتقديم اعتذار علني عن سنوات من التحريض والتخوين، معتبرين أن مجرد تغيير الموقف غير كافٍ لإصلاح الضرر الذي تسببوا فيه.
لحظة تاريخية ومحاسبة مؤجلة.
انتصار الثورة السورية وسقوط النظام كشف عن تناقضات كبرى بين المواقف المعلنة والسلوك الحقيقي لمؤيدي النظام السابق. وبينما يحتفل السوريون بالتحرر، يبدو أن الفصل القادم سيحمل تحديات جديدة، تتعلق بمحاسبة كل من أسهم في إطالة أمد المعاناة السورية، سواء بالكلمة أو بالسلاح.