هون بدي موت بالبيت: مسن لبناني يتحدى القصف ويتمسك بجذوره كشجرة الأرز
اجتاح مقطع فيديو لرجل مسن لبناني مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أظهر ردة فعله الصامدة أثناء القصف الإسرائيلي على بلدته الشياح بضواحي بيروت. الفيديو، الذي نشرته يارا خليل عبر حسابها على إنستغرام، وثق لحظة استثنائية لرجل يرفض مغادرة منزله، متمسكًا بذكرياته وجذوره في أرضه.
علّقت يارا على الفيديو قائلة: "تم تصوير جدي عند الساعة الخامسة والنصف مساءً تقريبًا. لم أتوقع أن ينتشر بهذا الشكل، كانت أختي تصور ما يحدث، وأردنا إيصال صوتنا للعالم". وأضافت: "جدي لم يغادر منزله يومًا، بالنسبة له، هذا المكان ليس مجرد منزل؛ إنه كل ما يملكه من حياة وذكريات".
الفيديو حظي بتفاعل كبير على المنصات الاجتماعية، حيث أشاد المستخدمون بصمود الرجل المسن وربطوا موقفه بجذور شجرة الأرز التي تمثل رمزًا للصمود اللبناني.
وعلق أحد المتابعين: "ردة فعله تُظهر أن صاحب الأرض لا يفرط في حقه مهما بلغت وحشية المحتل". بينما قال آخر: "يعلم أن الاحتلال لا يفرق بين مدني وعسكري، لكنه اختار البقاء في منزله لأنه يرى أن جذوره أعمق من أن تُقتلع".
وفي مقطع لاحق، ظهر المسن اللبناني وهو يرفض الخروج من منزله بعد وصول فرق الدفاع المدني، قائلاً: "هون بدي موت بالبيت!"، في تعبير صريح عن شجاعة وإصرار يلامسان وجدان كل من شاهد الفيديو.
وتأتي هذه الحادثة في سياق الصراع المستمر بين لبنان وإسرائيل، الذي تفاقم على مدار عقود، منذ اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 وإقامة منطقة احتلال في الجنوب. شهدت الحرب اللبنانية الإسرائيلية عام 2006 تصعيدًا كبيرًا عندما شنت إسرائيل حربًا مدمرة استمرت 33 يومًا، أدت إلى سقوط آلاف الضحايا بين قتلى وجرحى، معظمهم من المدنيين، وتدمير واسع للبنية التحتية اللبنانية.
اليوم، تستمر التوترات مع اعتداءات إسرائيلية متكررة على لبنان، وسط استهداف للمناطق المدنية والبنى الحيوية، في خرق واضح للقانون الدولي. ورغم هذه التحديات، يبقى الشعب اللبناني متمسكًا بأرضه وكرامته، كما عبّر هذا المسن في موقفه الثابت، الذي أصبح رمزًا للصمود في وجه الاحتلال.