صحيفة إسرائيلية: هل هذا السلاح الذي استخدم ضد طهران؟
في مقال نُشر في صحيفة "كالكاليست" العبرية، استعرض الكاتب الإسرائيلي نيتسان سادان تطور الطائرات الحربية المزودة بالصواريخ الباليستية التي تُطلق من الجو، موضحًا دور إسرائيل الرائد في تطوير هذه الأنظمة واستخدامها في مواجهة التهديدات الإقليمية، وخاصة من إيران.
وأشار سادان إلى الجذور التاريخية لهذه الصواريخ التي تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، عندما سعت القوات الجوية الأمريكية لتطوير أسلحة جو-أرض توفر لها تفوقًا في السباق العسكري مع الاتحاد السوفياتي.
تاريخ وتطور الطائرات الحربية المزودة بالصواريخ الباليستية
بدأت القوات الأمريكية في الخمسينات بتطوير أنظمة مثل "بولو أورايون" و"هاي فيرغو"، لكنها لم تُحقق النجاح المطلوب بسبب التكاليف الباهظة وصعوبات التنفيذ.
في الستينيات، تم تطوير أنظمة أكثر تطورًا مثل "سكايبولت"، الذي كان يُحمل بواسطة قاذفات B-52، مما مكنها من إطلاق صواريخ باليستية ضد أهداف بعيدة. على الرغم من أن هذه المشاريع أُلغيت لاحقًا، فإنها وضعت الأساس لصواريخ أكثر تطورًا، بما في ذلك تلك القادرة على ضرب أهداف غير نووية بدقة عالية.
إسرائيل والريادة في استخدام الصواريخ الباليستية الجوية
تُعد إسرائيل من أبرز الدول التي استفادت من هذه التطورات، حيث استخدمت الصواريخ الباليستية الجوية بشكل فعال في عمليات عسكرية ضد إيران.
وتُتيح هذه الأنظمة لطائراتها ضرب أهداف بعيدة المدى دون الحاجة للدخول في نطاق الدفاعات الجوية المعادية، مما يقلل من احتمالات تعرض الطائرات للهجوم. ومن أبرز الأنظمة الإسرائيلية في هذا المجال صواريخ "رامبيج" و "روكس"، التي تتميز بقدرتها على اختراق الدفاعات الجوية المتطورة، مثل إس-300 و إس-400 الروسية.
التحديات والتهديدات في المنطقة
بالرغم من التقدم الذي حققته إسرائيل، فإن الصواريخ الباليستية الجوية تواجه تحديات كبيرة في مواجهة الأنظمة الدفاعية المتقدمة مثل إيران التي تمتلك أنظمة الدفاع الجوي الروسية.
ورغم امتلاك إيران لهذه الأنظمة، فإن نقص التدريب والمعدات المتقدمة يعوق قدرتها على التصدي بفعالية لهذه الصواريخ، مما يمنح إسرائيل تفوقًا استراتيجيًا في المستقبل القريب. ومع ذلك، تُعتبر إيران من اللاعبين الرئيسيين في سباق التسلح الإقليمي، مما يزيد من تعقيد التوترات السياسية والأمنية في المنطقة.
التوازن بين القوة العسكرية والدبلوماسية
يشير سادان إلى أن الصواريخ الباليستية الجوية ستظل تشكل جزءا أساسيًا من الحروب المستقبلية. ومع تزايد القوى العسكرية في المنطقة، مثل تركيا و مصر، تُصبح التحديات الدبلوماسية أكثر تعقيدًا. لذلك، يرى الكاتب أن إسرائيل بحاجة إلى الحفاظ على تفوقها العسكري من خلال الاستثمارات المستمرة في البحث والتطوير، إلى جانب تعزيز التعاون مع الحلفاء الدوليين.
ومع ذلك، يحذر سادان من أن الاعتماد المفرط على القوة العسكرية قد يُعرض إسرائيل لضغوط سياسية ودبلوماسية، خاصة في ظل الضغوط الدولية لفرض قيود على استخدام الأسلحة المتقدمة، مثل الصواريخ الباليستية الجوية. لذا، من الضروري إيجاد توازن بين القوة العسكرية والدبلوماسية لضمان الاستقرار الإقليمي وتجنب التصعيد الذي قد يهدد الأمن العالمي.
الواضح أن الصواريخ الباليستية الجوية تمثل سلاحا ذا أهمية استراتيجية في العصر الحديث، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط.
ورغم تفوق إسرائيل على منافسيها في هذا المجال، فإن التوازن بين القوة العسكرية والتوجهات الدبلوماسية سيكون العامل الحاسم في تحديد مستقبل هذه التقنية في الصراعات المستقبلية.