رحيل مها صلاح: خسارة مفجعة للمشهد الثقافي اليمني
اليمن يودع اليوم الاثنين الكاتبة والقاصة المبدعة مها صلاح (1978-2024)، التي رحلت فجأة إثر إصابتها بذبحة قلبية، تاركة فراغًا كبيرًا في الساحة الأدبية والثقافية. وفاة مها كانت بمثابة صدمة لمحبيها وأصدقائها، خاصة أنها جاءت في أوج عطائها الأدبي والإبداعي.
علامة بارزة في أدب الطفل والقصة القصيرة
مها صلاح لم تكن مجرد كاتبة عادية؛ بل كانت صوتًا مميزًا في القصة القصيرة وأدب الطفل، حيث ارتكزت كتاباتها على خيال خصب، ولغة ثرية مشبعة بالشاعرية والصور المدهشة. استطاعت من خلال كتاباتها أن تقدم إضافات نوعية، معززة حضورها كواحدة من أبرز الكاتبات اليمنيات.
قدمت مها العديد من الأعمال المميزة التي تركت بصمة لا تُمحى في أدب الطفل، من بينها: "كيف أنام دون حكاية؟" و*"الشجرة تثمر بسكويتا"، بالإضافة إلى أعمالها السردية مثل "كانت تأخذني التفاصيل" و"الزهرة تعبر جدارها الأخير"*. كما فازت بعدد من الجوائز المرموقة مثل جائزة سيلسد من المركز الدولي للطفولة في الأردن عام 2015.
ريادة في مسرح الطفل والعمل الثقافي
مها كانت رائدة في مسرح الطفل، وهو مجال نادر ومتطلب في الساحة اليمنية. عبر مؤسستها "إبحار للطفولة والإبداع"، ساهمت في دعم الأنشطة الثقافية للأطفال، مركزة على تطوير محتوى تعليمي وترفيهي عبر وسائل مبتكرة مثل عروض الدمى ومسرح العرائس. كان نشاطها الثقافي هذا يعكس إيمانها العميق بدور الثقافة في بناء أجيال واعدة.
حزن عميق ورسائل وداع مؤثرة
تصدر خبر رحيل مها صلاح المنصات الاجتماعية، حيث أعرب الكثيرون عن ألمهم لفقدانها. قال الصحافي علي سالم: "كانت مها تأخذها التفاصيل في الحياة والكتابة، وها هي تغادرنا بصمت تاركة لدغة حزن تعض قلوبنا". أما الكاتب منير طلال، فقد وصفها بأنها كانت طيفًا جميلاً مر بحياة كل من عرفها، بينما اعتبرها الكاتب هائل المذابي رائدة في أدب ومسرح الطفل.
مطالبة بكشف سبب الوفاة
في تطور لافت، طالبت عائلة مها بتشريح الجثة لمعرفة السبب الحقيقي وراء الوفاة المفاجئة. هذه الخطوة تأتي وسط تساؤلات واسعة حول رحيلها المبكر، خاصة أنها لم تعانِ من مشاكل صحية معروفة.
وداع مؤثر وخسارة لا تعوض
في بيان نعي رسمي، وصف اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين مها صلاح بأنها إحدى أهم العلامات النسوية في الأدب اليمني، مشيرًا إلى أهمية أن تنال تجربتها النقد الكافي لتوثيق إسهاماتها. ورثتها إدارة جائزة حزاوي لأدب الطفل بتعبير صادق: "تركت لنا مها إرثًا من الابتسامات والأمل، وتجربة غنية في أدب الطفل لن تُنسى".
برحيل مها صلاح، يفقد اليمن أحد أعمدته الإبداعية التي لطالما سعت إلى رسم مستقبل أفضل للأطفال وتركت بصمة لا تُنسى في الأدب اليمني المعاصر.