التوترات بين إسرائيل وحماس حول صفقة الأسرى.. إسرائيل تدفع باتجاه اتفاق سريع وسط ضغوط أميركية قوية
تشهد مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس تطورات متسارعة، حيث تتداخل الضغوط الداخلية والخارجية بشكل كبير مع استمرار التقدم في المفاوضات التي تجري في العاصمة القطرية الدوحة.
ووفقًا لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى ضمان عدم تأثير الصفقة على استقرار حكومته، في وقت يواجه فيه معارضة شديدة من بعض وزرائه، خصوصًا من وزيرة الاستيطان أوريت ستروك، التي وصفت الصفقة بأنها "انتصر للإرهاب" وتخدم مصالح حركة حماس.
وبالتزامن مع ذلك، تكثف الولايات المتحدة من ضغوطها على حماس لتسريع التوصل إلى اتفاق قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي هدد الحركة بعواقب وخيمة إذا رفضت الصفقة.
وأوضح جيه دي فانس، نائب ترامب، أن الحركة ستدفع ثمنًا باهظًا إذا لم يتم التوصل إلى الاتفاق قبل وصول ترامب إلى البيت الأبيض.
نتنياهو، الذي قام بتوجيه كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، بما في ذلك رئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس جهاز الأمن العام رونين بار، للمشاركة في المفاوضات الجارية في الدوحة، يسعى أيضًا إلى ضمان عدم تفكك حكومته بسبب هذا الملف.
ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد والد أحد الجنود الإسرائيليين الأسرى أن تصريحات ستروك كانت "مخزية" وأن استمرار القتال في غزة كان على حساب حياة الجنود الإسرائيليين.
في الجانب الأميركي، كشف مستشار الأمن القومي الحالي جيك سوليفان أن المفاوضات المتعلقة بصفقة التبادل ووقف إطلاق النار باتت وشيكة، وأن هناك "تقدمًا كبيرًا" في المحادثات.
وصرح بأن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، الذي يقيم في الدوحة منذ أكثر من أسبوع، سيواصل مساعيه لتحقيق التوصل إلى اتفاق شامل.
علاوة على ذلك، نقل موقع "أكسيوس" عن مصادر أميركية وإسرائيلية أن المفاوضات شهدت تقدمًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة، حيث أبدت إسرائيل استعدادًا للتفاوض حول المرحلة الثانية من الصفقة التي قد تشمل إنهاء الحرب.
وتوقع المسؤولون الإسرائيليون أن المحادثات التي ستعقد اليوم الأحد ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت حماس ستوافق على شروط الصفقة.
وفي الوقت نفسه، كان هناك لقاء بين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أكد أهمية تسريع المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن إلى عائلاتهم. وأعرب البيت الأبيض عن دعمه المستمر لإسرائيل، مع التأكيد على ضرورة تعزيز المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في القطاع.
من ناحية أخرى، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إسرائيليين أن "إسرائيل لن توافق على أي اتفاق إلا إذا تم تقديم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء"، وهو شرط أساسي في المفاوضات الجارية.
ورغم الضغوط الدولية والمحلية، تبقى فرص التوصل إلى اتفاق في القريب العاجل مفتوحة، لكن الطريق لا يزال مليئًا بالتحديات الكبرى، بما في ذلك المواقف المتباينة بين مختلف الأطراف السياسية الإسرائيلية والضغوط الأميركية على حماس.