السودان يواجه أزمة نزوح ومجاعة غير مسبوقة

كشفت بيانات حديثة صادرة عن المصفوفة العالمية لتتبع النازحين (دي تي إم) أن 88% من النازحين داخليًا في السودان، أي نحو 10 ملايين شخص، يفتقرون إلى الغذاء الكافي نتيجة ارتفاع الأسعار وأزمات متراكمة.

وأوضحت المصفوفة أن العام 2024 شهد زيادة بنسبة 27% في أعداد النازحين بسبب الحرب التي اندلعت في أبريل 2023، ليصل العدد الإجمالي للنازحين داخليًا إلى 11.5 مليون، بينما تجاوز عدد اللاجئين إلى الدول المجاورة 3.5 مليون.

أظهرت البيانات أن الغذاء يعد أبرز الاحتياجات، حيث أفاد 88% من النازحين بعدم قدرتهم على تأمينه نتيجة غلاء الأسعار وضعف الموارد المالية، رغم تحسن طفيف في بعض الولايات مثل سنار.

كما تواجه الأسر النازحة نقصًا في المواد غير الغذائية، مثل المأوى والوقود، ويعاني 78% من النازحين من صعوبة كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية، مع تعطل أكثر من 75% من المنشآت الصحية في مناطق النزاع.

منذ اندلاع الحرب، أجبر 9 ملايين شخص على النزوح عدة مرات نتيجة اتساع رقعة القتال، فيما أبدى 65% من النازحين رغبة في البقاء بمواقع نزوحهم الحالية للشعور بالأمان أو البقاء بين ذويهم، بينما يتطلع 14% إلى العودة لمناطقهم الأصلية، و10% يرغبون في النزوح لمناطق أخرى.

وتشير التقديرات إلى أن النساء يشكلن 56% من النازحين، والأطفال دون 18 عامًا يمثلون 53%.

ويعاني أكثر من 70% من النازحين من انعدام مصادر الدخل، فيما استنفدت معظم الأسر مدخراتها، وأصبح 64% منهم بلا مأوى مناسب.

هذه الأزمة تجعل السودان يحتل المرتبة الأولى عالميًا من حيث أعداد النازحين داخليًا، مما ينذر بكارثة إنسانية واسعة النطاق.