كيف قتل كيومرث قائد الحرس الثوري الإيراني في سوريا؟ تفاصيل العملية النوعية للمعارضة في حلب
كشفت مصادر مطلعة أن العميد الإيراني كيومرث بورهاشمي، المعروف بلقب "الحاج هاشم"، قُتل في عملية اغتيال دقيقة نفذتها مجموعة معارضة في ريف حلب الغربي شمالي سوريا، وليس خلال مواجهات عسكرية كما أشير سابقًا. العملية تمت على يد أكثر من 15 شخصًا من المعارضة السورية، تسللوا سرًا إلى المنطقة منذ فترة، وتمكن بعضهم من اختراق صفوف الجيش السوري.
تفاصيل العملية
بحسب المصادر، هاجمت المجموعة غرفة العمليات المشتركة، حيث كان بورهاشمي يعقد اجتماعًا مع قادة عسكريين سوريين، مرجحة وجود عسكريين روس في المكان. وأسفرت العملية عن مقتل جميع الموجودين في الموقع.
من جهته، أكد العقيد مصطفى بكور الناطق باسم فصيل "جيش العزة"، أن الهجوم استهدف منطقة جمعية المهندسين الثانية في ريف حلب الغربي، وهي قاعدة تجمع للمليشيات الإيرانية في المنطقة. وأضاف أن الهجوم أسفر عن مقتل بورهاشمي وعدد من مقاتلي المليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري، مؤكدًا أن المنطقة تُعد نقطة انطلاق رئيسية للمليشيات الإيرانية.
أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانًا اليوم الخميس، أعلن فيه مقتل العميد الثاني كيومرث بورهاشمي خلال ما وصفه بـ"هجوم إرهابي نفذه تكفيريون صهاينة". وأشار البيان إلى أن بورهاشمي كان من كبار المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، وسبق أن قاد معارك بارزة خلال الحرب الإيرانية-العراقية، كما عمل مستشارًا عسكريًا في العراق.
ريف حلب الغربي والجنوبي يُعدّ من أهم معاقل المليشيات الإيرانية في سوريا، ويشهد باستمرار مواجهات بين قوات المعارضة وتلك المليشيات. المنطقة شهدت معارك تاريخية، أبرزها معركة خان طومان في مايو/أيار 2016، التي وصفت بـ"مهلكة خان طومان"، حيث قُتل فيها ما لا يقل عن 100 عنصر من المليشيات الإيرانية وحلفائها، في أكبر خسارة تكبدتها إيران خارج حدودها منذ الحرب العراقية-الإيرانية.
في ظل استمرار العمليات العسكرية تحت مسمى "ردع العدوان"، التي أطلقتها المعارضة السورية قبل يومين، يتوقع مراقبون عسكريون أن تشهد المنطقة تصعيدًا كبيرًا. ومن المرجح أن تكون مدينة حلب هدفًا لعمليات أوسع خلال الأيام المقبلة، مع اشتداد الهجمات على معاقل المليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري.
مقتل بورهاشمي يشكّل ضربة كبيرة للمليشيات الإيرانية في سوريا، ويعكس تصاعد التوترات بين المعارضة المسلحة والقوات المدعومة من إيران في المنطقة. العملية تحمل أبعادًا رمزية وميدانية، إذ تؤكد قدرة المعارضة على تنفيذ عمليات نوعية حتى في المناطق ذات الحراسة المشددة.