المعارضة السورية تحكم قبضتها على حلب وسراقب في تصعيد غير مسبوق
حققت المعارضة السورية المسلحة اليوم الجمعة تقدمًا استراتيجيًا كبيرًا بعد سيطرتها على الكلية العسكرية وكلية المدفعية في حي الزهراء بمدينة حلب، وريفها الغربي بالكامل.
كما تمكنت من بسط سيطرتها على مدينة سراقب في محافظة إدلب، التي تعتبر عقدة مواصلات حيوية تربط محافظات حلب، اللاذقية، ودمشق، بعد معارك شرسة مع قوات النظام السوري وحلفائها استمرت لأيام.
وأكدت المعارضة دخول قواتها إلى وسط مدينة حلب، وسيطرتها على سبعة من أحيائها الغربية بعد أن اخترقت الخطوط الدفاعية لقوات النظام في محاور حلب الجديدة والحمدانية والزهراء. وصرح المقدم حسن عبد الغني، المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية للمعارضة، أن السيطرة الكاملة على ريف حلب الغربي جاءت بعد مواجهات عنيفة استمرت 36 ساعة متواصلة، ما أسفر عن تراجع كبير لقوات النظام.
في إدلب، استطاعت قوات المعارضة اليوم السيطرة على مدينة سراقب بعد انسحاب قوات النظام إثر خسائر كبيرة تكبدتها خلال اشتباكات امتدت ليومين. وتعد المدينة نقطة استراتيجية لوقوعها عند تقاطع طريقي "إم 4" و"إم 5"، ما يجعلها ذات أهمية عسكرية واقتصادية كبيرة. كما تمكنت المعارضة خلال الهجوم من السيطرة على 26 قرية ونقطة في ريفي إدلب وحلب خلال يومي الخميس والجمعة
.
وذكرت المعارضة أنها نجحت في أسر عدد من جنود النظام والاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، مع تكبد النظام وحلفائه خسائر بشرية كبيرة. وشارك في هذه العمليات عدد من الفصائل، منها هيئة تحرير الشام وفصائل الجيش الوطني السوري.
ورغم الإنجازات الميدانية للمعارضة، رد الطيران الحربي الروسي والسوري بغارات مكثفة استهدفت إدلب ومحيطها. وأكدت مصادر في الدفاع المدني السوري مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة آخر في قصف على محطة وقود في إدلب. كما استهدفت غارات روسية مقرات للمعارضة في مارع شمالي حلب دون وقوع إصابات بشرية.
في المقابل، أصدر الجيش السوري بيانًا أكد فيه استمرار العمليات العسكرية لاستعادة المناطق التي فقدها، مشيرًا إلى وصول تعزيزات عسكرية إلى حلب. ووصف الكرملين التطورات في حلب بأنها انتهاك لسيادة سوريا، داعيًا إلى استعادة السيطرة الدستورية في أسرع وقت.
من جهتها، نددت إيران على لسان المتحدث باسم خارجيتها إسماعيل بقائي بما وصفته بـ"انتهاك اتفاقية خفض التصعيد"، معتبرة الهجوم جزءًا من "مخططات الكيان الصهيوني وأميركا لزعزعة أمن المنطقة".
وتأتي هذه التطورات في إطار معركة "ردع العدوان" التي أطلقتها المعارضة السورية ردًا على ما وصفته بحشود النظام وتصعيده ضد معاقلها. ويُذكر أن موسكو وطهران لعبتا دورًا حاسمًا في دعم النظام السوري منذ بداية النزاع في 2011، ما مكنه من استعادة مساحات واسعة من الأراضي التي فقدها سابقًا لصالح المعارضة.