لماذا لم يقاوم النظام في أحياء مدينة حلب؟
لماذا لم يقاوم النظام في أحياء مدينة حلب؟
ماذا يمكن لبوتين أن يقدم للنظام اليوم؟
مع أن حرب المدن تعتبر من أصعب الحروب على المهاجم، وكان يمكن للنظام أن يجعل دخول حلب مهمة مكلفة كثيرا وصعبة جدا على الثوار، إلا أننا وكما نرى، انسحب منها دون قتال، السبب ببساطة هو تعليمات روسية من الكرملين، بوتين كان صاحب القرار النهائي في حلب، لم تن مع بوتين وبشار في الكرملين، ولا نرجم بالغيب، ولكن الأمر بسيط من الناحية العسكرية والاستراتيجية...
يفكر بوتين مليا في الأمر
إن فتح معركة دفاعية لأجل أحياء سكنية في منطقة بعيدة عن موسكو التي تتعرض للهجمات اليومية وتتعرض للخطر في محيطها الاستراتيجي من جميع دول الغرب هو أمر غير مجد الآن، ولا يمكن لبوتين أن يرسل طائرات استراتيجية أو مقاتلات حربية أو حتى ذخائر لها، لدعم حليفه في هذا التوقيت، حسنا فما العمل إذن؟
القرار العسكري السليم في هذه الحالة هو الانسحاب المنظم من هذه الأحياء (عسكريا لا قيمة لها بالنسبة لبوتين) والتجمع في (حلب المفيدة).
الأيام القليلة القادمة (وربما الساعات القادمة) ستكشف حقيقة الأمر، إذا كان النظام سيتقهقر ويتراجع عن جميع أحياء حلب ويترك مطارها وتتوالى الانسحابات العشوائية ويتقدم الثوار، فهذا يعني أن ما جرى ويجري هو انهيار كامل وفوضى في جيش النظام، وبوتين لا يملك أن يفعل شيئا في هذا التوقيت بكل حال.
ولكن هذا أمر مستبعد... وخاصة أن إيران وميليشياتها أيضا لن تترك حلب بسهولة... وسيأتيهم المدد الرافضي من العراق.
الأقرب للواقع أن هناك مواقع استراتيجية مهمة جدا لموسكو في شمال سوريا وهي: مطار حلب، مطار كويرس، معامل الدفاع في السفيرة التي تحوي ذخيرة تكفي لفتح حرب عالمية ثالثة...
بوتين يعاني من نقص شديد في تذخير جيشه ويستعين بكوريا الشمالية والصين وإيران لسد احتياجاته في أوكرانيا، فلا يمكن منطقيا أن يزود بشار بهذه الذخائر لأجل معارك دفاعية في مناطق سكنية لا طائل منها وهي مستمرة منذ 13 عاما وقد تدخل في حرب استنزاف أخرى...
الأمر تقريبا واضح وهو قرار روسي بانسحاب منظم من جبهات حلب والتركيز على الدفاع عن المناطق المهمة المذكورة آنفا... ثم التفكير في استعادتها لاحقا كما كان الحال سابقا... هكذا يفكر الروس.
فالهدف الذي ينبغي تحديده اليوم بالنسبة للثوار هو تحرير مطار حلب ومعامل الدفاع في السفيرة. تحرير هذه المواقع هو التحرير الفعلي لحلب الذي يقصم ظهر روسيا وإيران.
وبكل الأحوال نتابع معكم تطورات الأوضاع في المحافظة... سائلين المولى ألا تقف هذه الانهيارات ويستمر التقدم...