أسواق النفط ترتفع بفضل بيانات صينية وتوترات الشرق الأوسط.. والذهب يتراجع تحت ضغط الدولار
شهدت أسواق المال العالمية تقلبات ملحوظة اليوم، مع ارتفاع أسعار النفط بفعل بيانات اقتصادية إيجابية من الصين وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، في حين شهد الذهب انخفاضاً وسط ارتفاع الدولار وتزايد التوقعات بشأن السياسة النقدية الأميركية.
النفط: صعود بدعم من الصين والتوترات الإقليمية
ارتفعت أسعار النفط العالمية خلال تعاملات اليوم، مدعومة بتوسع قطاع الصناعات التحويلية في الصين، الذي عزز الآمال بشأن استمرار الطلب من ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم. وتزامن ذلك مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط على خلفية تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بخرق الهدنة.
سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعاً بنسبة 0.79% ليصل إلى 71.41 دولاراً للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.85% ليبلغ 68.58 دولاراً للبرميل.
صرّح الخبير ييب جون رونغ من "آي جي" أن "التوسع في أنشطة الصناعات التحويلية بالصين يعطي إشارة إيجابية لاستمرار الطلب على النفط". وأضاف أن التطورات الجيوسياسية في سوريا والشرق الأوسط تخضع لمراقبة دقيقة من المستثمرين لتقييم أثرها على أسواق الطاقة.
يُذكر أن أسعار النفط شهدت تراجعاً الأسبوع الماضي بأكثر من 3%، مع انحسار المخاوف بشأن الإمدادات وازدياد احتمالات زيادة المعروض خلال العام المقبل. وأرجأ تحالف "أوبك بلس" اجتماعه حول سياسة الإنتاج إلى ديسمبر/كانون الأول، وسط تكهنات بتمديد تخفيضات الإنتاج لمواجهة التحديات السوقية.
الذهب: تراجع تحت ضغط الدولار وجني الأرباح
بعد موجة صعود استمرت لأربعة أيام، تراجعت أسعار الذهب اليوم بنسبة 0.88% لتصل إلى 2630.40 دولاراً للأوقية، مع انخفاض العقود الأميركية الآجلة بنسبة 1.05% لتسجل 2652.80 دولاراً.
أرجع المحللون هذا التراجع إلى ارتفاع الدولار وعمليات جني الأرباح، حيث زادت التوقعات بأن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة دون تغيير حتى 2025.
البيانات الاقتصادية المرتقبة في الولايات المتحدة، بما في ذلك تقرير الوظائف وفرص العمل، ستحدد ملامح السياسة النقدية المقبلة، وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر/كانون الأول.
الدولار: مكاسب وسط تزايد التوترات التجارية
استمر الدولار في تحقيق المكاسب، مدعوماً بتصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب التي طالب فيها دول البريكس بضمان عدم استبدال الدولار في المعاملات التجارية.
سجل مؤشر الدولار ارتفاعاً ليصل إلى 106.170 نقطة، وسط تراجع اليورو بنسبة 0.4% ليبلغ 1.0532 دولار، متأثراً بحالة عدم اليقين السياسي في فرنسا، حيث تواجه الحكومة تهديداً بحجب الثقة. كما ارتفع الدولار بنسبة 0.36% مقابل الين الياباني ليصل إلى 150.29.
في المقابل، تعززت توقعات الأسواق بشأن رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، في حين تزايدت التكهنات بأن البنك المركزي الأوروبي قد يخفف أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعه المرتقب.
مشهد معقّد
مع استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي وتباين المؤشرات الاقتصادية العالمية، تظل الأسواق المالية تحت تأثير التقلبات الكبيرة، فيما يراقب المستثمرون عن كثب تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط والقرارات النقدية المقبلة من البنوك المركزية الكبرى.