أخبار

من الظل إلى الأضواء نسيب ترامب.. مسعد بولس ومستقبله في البيت الأبيض

قبل سنوات قليلة، لم يكن اسم مسعد بولس معروفًا خارج دوائر أعماله في إفريقيا. لكن زواجه من تيفاني ترامب، ابنة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وضعه تحت الأضواء. ومع تعيينه مستشارًا رفيعًا للشؤون العربية والشرق الأوسط في إدارة ترامب المقبلة، أصبح بولس محورًا للحديث السياسي والإعلامي عالميًا.

قصة صعود استثنائية
ولد مسعد بولس عام 1971 في بلدة كفر حاتا بقضاء الكورة في شمال لبنان لعائلة أرثوذكسية. انتقل إلى تكساس خلال مراهقته، حيث درس القانون في جامعة هيوستن. لاحقًا، عاد لإدارة أعمال عائلته، وحقق نجاحًا كبيرًا كرئيس تنفيذي لشركة "SCOA Nigeria"، وهي شركة تجارية بقيمة مليار دولار تعمل في توزيع السيارات والمعدات في غرب إفريقيا.

تزوج بولس من سارة بولس، وهي سيدة أعمال أيضًا، وأسسا معًا عائلة ناجحة تضم أربعة أطفال. تنقل بولس بين نيجيريا والولايات المتحدة، وحمل الجنسيات اللبنانية، النيجيرية، الفرنسية، والأميركية، مما عزز من دوره كلاعب عالمي على المستويين الاقتصادي والسياسي.

الدخول إلى السياسة من بوابة العائلة
في نوفمبر 2022، تزوج بولس من تيفاني ترامب في منتجع مارا لاغو بفلوريدا، والذي يشكل مركزًا للحياة السياسية والاجتماعية المحيطة بعائلة ترامب. لكن بولس لم يكتف بدوره العائلي، بل دخل الساحة السياسية عبر بوابة البيت الأبيض، حيث أعلن ترامب مؤخرًا تعيينه مستشارًا للشؤون العربية والشرق الأوسط.

وفي بيان رسمي عبر منصة "تروث"، وصف ترامب بولس بأنه "محام بارع وقائد ذو رؤية"، مشيدًا بدوره في بناء جسور التواصل مع الجالية العربية الأميركية وتحقيق تحالفات سياسية مؤثرة.

دور في حملة ترامب
لعب بولس دورًا محوريًا في حملة ترامب الانتخابية الأخيرة، حيث قاد جهود التواصل مع الجالية العربية والمسلمة في ولايات حاسمة مثل ميشيغان، ويسكونسن، وبنسلفانيا. برز بولس كمنسق عام للعرب الأميركيين في حملة ترامب، وكان حاضرًا في فعاليات رئيسية مثل المؤتمر العام للحزب الجمهوري.

على الرغم من سياسات ترامب المثيرة للجدل تجاه العالم العربي والإسلامي، تمكن بولس من تقديم رؤية جذابة للجالية العربية في الولايات المتحدة، مسلطًا الضوء على القيم المشتركة بين العرب والثقافة المحافظة التي يروج لها الحزب الجمهوري.

تحديات المستقبل: بين الشرق الأوسط والبيت الأبيض
رغم دوره الجديد، يثير تعيين بولس تساؤلات حول مدى تأثيره الفعلي في صياغة سياسات الشرق الأوسط داخل إدارة ترامب المقبلة. ينتقد البعض هذه الخطوة باعتبارها قائمة على الولاء العائلي والعلاقات الشخصية أكثر من الخبرة الدبلوماسية. بينما يرى آخرون أن جذوره اللبنانية وخبرته في الأعمال التجارية الدولية قد تمنحه دورًا مؤثرًا، لا سيما في قضايا مثل العلاقات اللبنانية-الإسرائيلية وإعادة الإعمار في غزة.

لكن بولس يواجه تحديات كبرى. إدارة ترامب الأولى اتسمت بسياسات داعمة لإسرائيل، تضمنت نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وإطلاق "اتفاقيات أبراهام". ورغم تصريحات بولس الداعمة للجالية العربية، لا توجد مؤشرات على تغيير كبير في هذه السياسات.

وجهات نظر متباينة
تفاوتت آراء الخبراء حول تعيين بولس. رأى البعض، مثل السفير المتقاعد ديفيد ماك، أن خلفيته اللبنانية قد تعزز من دوره كمستشار في قضايا الشرق الأوسط. بينما حذر آخرون، مثل المحلل آرون ديفيد ميلر، من تعيين بولس ضمن فريق يضم أسماء مثيرة للجدل مثل مايك هاكابي وماركو روبيو، مما قد يؤدي إلى تداخل المهام وغياب الوضوح في صنع القرار.

مسعد بولس: رجل الظل
يصف مراقبون بولس بأنه شخصية مرنة سياسياً، حيث أظهر في الماضي تحالفات متغيرة داخل لبنان، بدءًا من التيار الوطني الحر بقيادة ميشال عون إلى حركة المردة بقيادة سليمان فرنجية. ومع ذلك، يحرص بولس على تقديم نفسه كشخصية مستقلة غير منتمية لأي حزب.

بين كواليس الأعمال والسياسة، يشكل مسعد بولس شخصية استثنائية في المشهد السياسي الأميركي. علاقته بعائلة ترامب قد تمنحه تأثيرًا كبيرًا، لكن نجاحه في دوره الجديد يعتمد على قدرته على الموازنة بين المصالح الأميركية والشرق أوسطية، في وقت يشهد فيه العالم تغيرات جذرية.

المصدر: ترندي نيوز +وسائل إعلام
زر الذهاب إلى الأعلى